معرض البحرين السنوي
للفنون التشكيلية

معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية


منجزًا عقوده الأولى في الحياة، يستمرّ معرض البحرين السنويّ للفنون التّشكيليّة في مقاربة الفنون البحرينيّة وكشف تفاصيلها برعاية كريمة وسامية من صاحب السموّ الملكيّ الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقّر الذي يتواصل دعمه الكريم ورعايته السّامية لهذا المعرض التّشكيليّ منذ العام 1972م، بمشاركة واسعة من الفنّانين الذين يشكّلون نبوءة الثّقافة في اللونِ والوجودِ والتكوين. ويمثّل معرض البحرين السنويّ للفنون التّشكيليّة خطابًا إنسانيًّا بصريًّا وتأويلاً مفتوحًا، يتحرّر في كلّ مرّة من قالبِ موضوعٍ ما إلى موضوعٍ آخر أو مفاهيم متنوّعة، تلامس الجدليّة الفرديّة والذاتيّة لكل فنّان.

ولا يكتفي المعرض بفكرة التّنافس ولا المعروضات، بل يجسّد فضاؤه ذاكرةً تأريخيّةً وفنّيّةً جماعيّةً تتجاور من خلالها الأجيال الفنّيّة المختلفة والقراءات الإبداعيّة وكافّة الأدوات المتاحة. مثل هذا التّراص الفنّي يكوّن متجاورات ثقافيّة تشرح الفوضى البشريّة والاختلاف الإنسانيّ في التّذوق والتّعبير والتّعامل والتّرجمة، كما يسمح بتقريب التّجربة الإبداعيّة المحترفة بتلك الموهوبة. كما يسعى معرض البحرين السنويّ للفنون التّشكيليّة إلى تخطّي مفهوم المصنوعة إلى الرّؤية والتّأمّل والتّروي في قراءة المعطيات، وإنتاجها ضمن أيديولوجيّات الفرد لا الجماعة. هذا التعدّد الذي يبحث عنه المعرض مجرّد فرصة لإبراز تيّارات فكريّة مختلفة، يتحدّث فيها كل فنّان عن انفعالاته اتّجاه أفكار، تعابير أو أحداث شهدتها حواسه أمام جمهوره من متذوّقي الفنّ، كما يتيح استدراج الإنسان الفنّان برؤيته وشغفه وتجربته غير المؤطّرة بعنوان أو نسج معيّن.

وفي إطار انتقاء المواهب الفنّيّة والإبداعات المشارِكة التي تراهن عليها الثّقافة، فإنّ لجنة تقييم مختصّة تتشكّل كلّ عام لانتقاء أجمل الأعمال وأكثرها نضجًا وفرادة، وتتكوّن من مجموعة تشكيليّين وخبراء ومحلّلين فنّيّين، تتقاطع تجاربهم ورؤاهم معًا لاختيار الأعمال الفائزة. وتعكس العمليّة في تفاصيلها رؤية فنّيّة ناقدة ومعاينات خبيرة ذات باعٍ طويل في الاطّلاع على التّجارب التّشكيليّة بمختلف ملامساتها ومختبراتها.