المركز الإعلامي

29 أغسطس 2019 المحرّق مجدداً على الخارطة العالمية للسياحة الثقافيّة، مشروع "إحياء مدينة المحرّق" يفوز بجائزة الأغا خان للعمارة لدورة عام 2019
المحرّق مجدداً على الخارطة العالمية للسياحة الثقافيّة، مشروع

 

أعلنت جائزة الأغا خان للعمارة اليوم 29 أغسطس 2019 من مدينة قازان الروسيّة عن فوز مشروع "إحياء مدينة المحرّق" بالجائزة لهذا العام إلى جانب خمسة مشاريع من دول أخرى، والذي بحسب البيان الصحفي للجائزة "يسلّط الضوء على تاريخ صيد اللؤلؤ في موقع التراث العالمي، وقد بُدء به ضمن سلسلة من مشاريع الترميم وإعادة الاستخدام. تطور المشروع لاحقا ليصبح برنامجًا شاملا يستهدف إعادة توازن التركيبة السكّانية للمدينة، وذلك من خلال إنشاء مساحات عامة، توفير أماكن مجتمعية وثقافية، وتحسين البيئة العامة".

 

وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "من جديد، تثبت مدينة المحرّق أنها جديرة بالمنجز الإنساني والحضاري، بالأمس كانت عاصمة الثقافة الإسلامية، واليوم تكتسب عنواناً ثقافياً جديداً مع فوز مشروع إعادة إحياء منطقة المحرّق بجائزة الأغا خان للعمارة".

 

وأردفت معاليها: "ما تحققه مدن مملكة البحرين من مكتسبات يعكس الدعم الكريم من القيادة الرشيدة للبحرين وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، الداعم الأول لمسيرة الثقافة والحفاظ على الإرث البحريني العريق"، مضيفة: "يعكس هذا الفوز أيضاً العمل المستمر والتعاون الوثيق ما بين المؤسسات الأهلية ممثلة بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث والمؤسسات الحكومية الرسمية ممثلة بهيئة البحرين للثقافة والآثار، في استعادة الروح الأصيلة لعاصمة البحرين القديمة، المحرّق، والزاخرة بمختلف المعالم الثقافية والتاريخية والمتميزة بنسيجها العمراني الأصيل".

 

وقالت معاليها إن فوز مملكة البحرين بواحدة من أهم وأقدم الجوائز المرموقة في مجال العمارة على الصعيد العالمي يؤكد على أهمية الاستثمار في المقومات الحضارية والثقافية، مشيرة إلى أن ذلك يعد من أهم وسائل صناعة السياحة الثقافية وتحقيق التنمية المستدامة التي ترتقي بالمجتمع المحلي وتجذب الزوّار من شتى أنحاء العالم.

 

وأوضحت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن العمل على إعادة إحياء التراث الحضاري والعمراني لمدينة المحرّق متواصل عبر إنجاز ما تبقّى من عناصر موقع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو وعبر جهود القطاع الأهلي في المحرّق، إضافة إلى إعطاء المحرّق مكانتها ودورها في صناعة الحراك الثقافي وما فيه من ممارسات إبداعية وفنية وأدبية.

 

عن مشروع إحياء المحرّق

 

بحسب بيان الأغا خان، بدأ المشروع كسلسلة من أعمال الترميم وإعادة الاستخدام التكيفي لعدد من الصروح التابعة لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وتطوَّر المشروع ليصبح برنامجاً شاملاً تحتضنه هيئة البحرين للثقافة والآثار بعنوان "مسار صيد اللؤلؤ، شاهد على اقتصاد جزيرة" والذي أدرج على لائحة التراث العالمي لليونسكو عام 2012م. يسلط المشروع الضوء على تاريخ صيد اللؤلؤ في المدينة ويهدف إلى إعادة التوازن بين التركيبة الديموغرافية، وإغراء العائلات المحلية عبر إدخال تحسينات على البيئة وتوفير الأماكن المجتمعية والثقافية. وتساهم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تسهيل الحفاظ على عدد من المواقع والأبنية، بدءاً من منازل الغواصين المتواضعة إلى مساكن الفناء الرائعة وصولاً للمستودعات التجارية، إضافة إلى ترقية واجهات أخرى، وبناء أربعة مبانٍ جديدة. يتم ربط كل هذه الأشياء عبر مسار الزائر، مع مجموعة من الأراضي الخالية التي تُركت كأماكن عامة نظراً لعمليات الهدم التي طالت الأماكن الطبيعية.

 

تتضمن عملية الحفاظ وترميم المباني التقليدية إعادة أبراج الرياح المفقودة للتحكم في المناخ الطبيعي، إضافةً إلى ضرورة تطابق المواد المستخدمة مع النسخ الأصلية، ولا سيّما حجر المرجان المعاد استخدامه من الهياكل المهدمة، والخشب. وأصبحت مادة "تيرازو" (المؤلفة من قطع من الرخام أو الغرانيت أو الزجاج والتي تُخلط مع الاسمنت) مشهورةً في المنطقة في الأربعينيات من القرن الماضي للأرضيات، وهي تُستخدم على نطاق واسع في تأثيث الشوارع، وتحتوي على بقايا قواقع المحار. تضفي مصابيح الشوارع البيضاء الكروية الموجودة فوق أعمدة "تيرازو" المزيد من الرمزية المتعلقة باللؤلؤ وتساعد في تتبع الطريق.

 

تحترم المباني الجديدة نطاق البيئة التاريخية والخطوط الفاصلة بين الشوارع مع إصدار بيانات معمارية جريئة معاصرة. يتبنى مركز زوار طريق اللؤلؤ، من خلال توظيفه الخبرات التي تم تطبيقها في مسار صيد اللؤلؤ ومقر التراث المعماري، عكس الجمال البريّ للمنطقة، في حين تحاكي الأشكال السابقة أبراج الرياح والكتل المرجانية للمباني المجاورة التقليدية؛ ويتميّز جناح "آثار خضراء" وهو جناح مملكة البحرين الفائز بالجائزة الفضية للعمارة في إكسبو ميلانو وأعيد بناؤه في المحرّق، بسلسلة من الحدائق المترابطة التي تحتوي على نباتات محلية؛ ومركز دار المحرّق (قرب دار جناع) للموسيقى التقليدية حُمِي بطريقة مبتكرة بواسطة ستائر معدنية مثقبة، تقي وهج الشمس وتسمح بالتمتع بنسيم ثابت. تركز الفعاليات الموسيقية التي يتم إقامتها عبر البرنامج على تقديم عروض للأغاني الخاصة بصيادي اللؤلؤ. اليوم، وبعد تصنيفه كموقع للتراث العالمي لليونسكو، تتم مراجعة جميع طلبات التخطيط الجديدة من قبل فريق المشروع للتأكد من أن التطورات الأخرى تتماشى مع الأهداف العامة للمخطط.

 

 المشاريع الفائزة لهذا العام:

 

يُذكر أن المشاريع الخمسة الفائزة، بالإضافة لمشروع إحياء مدينة المحرّق هي "مشروع أركادیا التعليمي"، جنوب كنارشور (بنغلاديش)، وھو عبارة عن ھیكل معیاري، یضم مدرسة تحضیریة، ومكان لسكن الطلاب، ودار حضانة ومركز للتدریب المھني، یأخذ المشروع مقاربة جدیدة لموقع نھري غالبا ما تغمره المیاه لمدة خمسة أشھر من كل عام. وبدلا من تعطیل النظام الإیكولوجي لإنشاء تلة للبناء، ابتكر مھندس العمارة حلا یتمثل في إنشاء بنیة برمائیة یمكن أن تستند على الأرض أو تطفو على الماء، اعتمادًا على الظروف الموسمیة.  "المتحف الفلسطیني" في بیرزیت، یتوِّج المتحف تلة مدرجات تطل على البحر الأبیض المتوسط، وھو حاصل على شھادة "الریادة الذھبیة" في الطاقة والتصمیم البیئي بسبب اعتماده تقنیات البناء المستدامة. وقد استوحیت الأشكال المتعرجة لعمارة المتحف والحدائق الموجودة في التلال من الترّ اسات الزراعیة المحیطة، ما یؤكد الارتباط بالأرض والتراث الفلسطیني. "برنامج تنمية الأماكن العامة" في جمهورية تتارستان، وھو برنامج قام حتى الآن بتحسین 328 مكانا عاماً في جمیع أنحاء تتارستان. سعى البرنامج الطموح لمواجھة المیول نحو الملكیة الخاصة عبر إعادة تركیز الأولویات على المساحات العامة ذات الجودة العالیة لشعب تتارستان، وقد أصبح الآن نموذجا في جمیع أنحاء الاتحاد الروسي. "مبنى محاضرات جامعة عليون ديوب" في بامبي السنغال، فرضت ندرة الموارد استخدام استراتیجیات المناخ الحیوي، حیث إن المبنى عبارة عن مظلة سقف مزدوجة وكبیرة تؤمن الحمایة من أشعة الشمس وتسمح بدخول الھواء. وعبر استخدام تقنیات البناء المألوفة محلیًا واتبّاع مبادئ الاستدامة، نجح المشروع في جعل تكالیف ومتطلبات الصیانة معقولة إلى الحد الأدنى، مع الاستمرار في إصدار بیان معماري جريء. و"مركز واسط للأراضي الرطبة" في الشارقة وھو مركز یساھم في تحویل الأراضي القاحلة إلى أراضٍ رطبة، ویعمل كمحفز للتنوع البیولوجي والتعلیم البیئي. إضافة لكونه استعاد نظامه البیئي الأصلي، فقد أثبت أیضا أنه مكان متمیزّ یمكّن الزائرین من تقدیر بیئتھم الطبیعیة والتعرف علیھا.

 

 حول جائزة الآغا خان للعمارة

 

یختلف تفویض جائزة الآغا خان للعمارة عن العدید من جوائز العمارة الأخرى: فھي لا تقوم فقط بتكریم مھندسي العمارة، بل یمتد تكریمھا لیشمل أطرافا أخرى شاركوا في المشاریع مثل البلدیات، عمال البناء، أرباب العمل، العملاء، الحرفیین المھرة، والمھندسین، حیث تعتبر أنھم لعبوا جمیعا أدوارا مھمة في إنجاز المشاریع. تم منح جوائز لمشاریع في جمیع أنحاء العالم، من فرنسا إلى الصین. حصل مھندسو العمارة والمخططون من نیویورك إلى داكا على واحدة من 122 جائزة. خلال عملیة الترشیح، تم توثیق أكثر من 9 آلاف مشروع بناء. قام سمو الآغا خان بتأسیس الجائزة عام 1977، وذلك بھدف تحدید وتشجیع الأفكار الرائدة في مجال البناء، التي تنجح في تلبیة احتیاجات وطموحات المجتمعات التي یتواجد المسلمون فیھا بشكل كبیر.

 

 مكان حفل توزیع الجوائز

 

تقام الاحتفالات للإعلان عن المشاریع الفائزة وتحدید نھایة كل دورة التي تجري كل ثلاث سنوات دائما في أماكن یتم اختیارھا نظرا لأھمیتھا المعماریة والثقافیة للعالم الإسلامي. في عام 2019، سیقام الاحتفال في كرملین قازان، روسیا، والذي ھو مسجل على قائمة الیونسكو كموقع للتراث العالمي. شملت الأماكن السابقة، التي استضافت حفل توزیع الجوائز، العدید من الإنجازات المعماریة الأكثر شھرة في العالم الإسلامي، ومن ضمنھا حدائق شالیمار في لاھور (1980)، قصر توبكابي في إسطنبول (1983. (قصر الحمراء في غرناطة (1998) وضریح الإمبراطور ھمایون في دلھي (2004 ).

 

 حول جائزة الآغا خان للعمارة وشبكة الآغا خان للتنمیة

 

أسس سمو الآغا خان جائزة الآغا خان للعمارة في عام 1977، وذلك بھدف تحدید وتشجیع الأفكار الرائدة في مجالات البناء، التي تنجح في تلبیة احتیاجات وطموحات المجتمعات التي یتواجد المسلمون فیھا بشكل كبیر. تركّز الجائزة على نماذج المشاریع التي تعتمد معاییر جدیدة في التمیزّ المعماري في مجالات التصمیم المعاصر، الإسكان الاجتماعي، تحسین وتطویر المجتمع، ترمیم المواقع التاریخیة، والحفاظ على المساحات والاستفادة منھا، إضافة إلى ھندسة المناظر الطبیعیة وتحسین البیئة. ومنذ إطلاق الجائزة قبل 42 عاما، فاز بھا 122 مشروعاً فضلا عن توثیق أكثر من 9 آلاف مشروع بناء. تعتبر جائزة الآغا خان للعمارة جزءا من شبكة الآغا خان للتنمیة. تقوم الشبكة بتشغیل وإدارة أكثر من ألف برنامج ومؤسسة في 30 بلداً ویرجع تاریخ العدید منھا لأكثر من 60 عاما مضت، وبعضھا الآخر لما یزید عن 100 عام. ویعمل لدى الشبكة أكثر من 80 ألف موظف یتواجد معظمھم في دول العالم النامي. تصل المیزانیة السنویة لأنشطة التنمیة - غیر الھادفة للربح - لشبكة الآغا خان للتنمیة لنحو 950 ملیون دولار. یقوم صندوق الآغا خان للتنمیة الاقتصادیة، الذراع المسؤول عن تحقیق التنمیة الاقتصادیة، بتولید عائدات سنویة

 

قدرھا 4.3 ملیار دولار، ویعُاد استثمار الفائض الناتج عن شركات المشروع في مشاریع أخرى للتنمیة، وعادة ما تكون في المناطق النائیة أو الضعیفة، أو المناطق التي خرجت من مرحلة الصراع.

 

 يذكر أنه سیتم نشر دراسة تتضمن مقالات عن المسائل التي أثارتھا عملیة اختیار لجنة التحكیم العلیا للمشاریع من القائمة المختصرة والفائزین بالجائزة لدورة عام 2019، من قبل "أركي تانغل جیمبه" في سبتمبر عام 2019 یشتمل الكتاب على شرح ورسوم توضیحیة للمشاریع العشرین في القائمة المختصرة، بما في ذلك المشاریع الستة الفائزة.