المركز الإعلامي

18 مارس 2020 تعليقاً على مقطع الفيديو المتداول حول جامع الشّيخ قاسم المهزع، الثّقافة تؤكّد: استعادة جامع المهزع أولويّة، ونلتزمُ بالمعايير التي تحفظُ تاريخيّته وخصوصيّته
تعليقاً على مقطع الفيديو المتداول حول جامع الشّيخ قاسم المهزع، الثّقافة تؤكّد: استعادة جامع المهزع أولويّة، ونلتزمُ بالمعايير التي تحفظُ تاريخيّته وخصوصيّته

 

في إشارةٍ لمقطع الفيديو المتداول حول جامع الشّيخ قاسم المهزع الواقع في سوق المنامة القديم، تؤكّد هيئة البحرين للثّقافةِ والآثار أنّها تكرّسُ مساعيها واشتغالاتها من أجلِ استعادة هذا الجامع، وذلك عبر إحيائه واستعادة دوره الوظيفيّ كجامعٍ للمنطقةِ، وذلك تلبيةً لتوجيهات صاحب السّموّ الملكيّ الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الموقّر حفظه الله ورعاه، واعتناءً بهويّته ورمزيّته التّاريخيّة باعتباره إرثًا إنسانياً ومكوّناً عميقاً وأساسياً من تركيبة النّسيج العمرانيّ الحضريّ.

وقد استعرضَ المقطع المتداول مجموعة من الصّور التي لا تعكسُ الوضع الحاليّ للجامع، إذ تعودُ الالتقاطات لفبراير 2016م وما قبلها والتي تمّ نشرها سابقاً عبر عددٍ من التّحقيقات في الصّحف المحلّيّة، وعليه، فإنّ هيئة البحرين للثّقافةِ والآثار تؤكّدُ: (إنّ جامع الشّيخ قاسم المهزع أحد أهمّ الملامح التي تشتغلُ عليها الثّقافة كي تلهمَ المدينة التّاريخيّة أصالتها، حيث يجسّد هذا الجامع خصوصيّة واستثنائيّة تاريخيّة عريقة، كما أنّ موقعه يستلزمُ دقّة ومعايير دقيقة كونه جزءاً من نسيجٍ حيويّ عريق). وأوضحت: (الاهتمام بالموقع يأتي تبعاً لأهميّته التّاريخيّة والثّقافيّة، حيثُ تُشكّل أساسات الجامع الأقدم معمارياً في المنطقة، ونسعى لتكريس كافّة أدواتنا الثّقافيّة والهندسيّة من أجلِ استكمالِ أعمال التّنقيب والتّرميم، وإعادة تأهيلِ الجامع بمواصفاتٍ عاليةٍ تنسجمُ مع رمزيّته وتراثه العريق).

كما توضّح الهيئة أنّ مشروع إحياء جامعِ المهزع واستعادةِ دوره الوظيفيّ ورمزيّته يأتي في سياقِ استراتيجيّة متكاملةٍ، حيث تمّت دراسة الموقع وكتلة جامع المهزع والمكوّنات الحضريّة في محيطه المباشر هندسياً بمعيّة خبراء واستشاريّين في العام 2014م، والتي تمّ من خلالها رصد المكوّنات المعماريّة، تركيبة النّسيج المحيط، العلاقة مع مكوّنات المدينة، بالإضافة إلى التّركيز معمارياً وهندسياً على تُراث جامع المهزع، وقد حصدَت تلكَ الدّراسة جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتّراث العمرانيّ عن فئة البحث.

 وتبعاً لذلك، ونظراً لخصوصيّة التّراث المعماريّ الذي يُؤسّس له الجامع، كونه شُيّد في أواخر القرن التّاسع عشر في العام 1860م، وضمن استراتيجيّة الهيئة للاعتناء بالمنامة التّاريخيّة، أوجدت هيئة البحرين للثّقافة والآثار صيغة تعاونٍ وشراكةٍ مع المجلس الأعلى للشّؤون الإسلاميّة في سبتمبر 2019م من أجلِ إحياء واستعادة الجامع، باشرت من خلالها أعمال تنقيب الأساسات الأثريّة في أكتوبر الماضي، والتي كشفت نتائجها الأوّليّة عن بقايا من المحتمل أن تعود للبناء الأصليّ وبعض الأساسات الإنشائيّة التي قد تُساهم في التّوصّل إلى معلومات حول التّصوّر الأوّليّ لخرائط جامع المهزع. وتستعدّ الثّقافة لمباشرة المرحلة الثّانية في التّنقيب، وذلك بهدف التّوصّل إلى معلومات أوسع تُساهم في وضع التّصوّر النّهائيّ للمشروع قبل التّوصّل لتصميمه النّهائيّ وبدء أعمال التّنفيذ. وقد تزامنت هذه الجهود والمساعي مع إطلاق نداء من هيئة البحرين للثّقافةِ والآثار من أجلِ استعادةِ هويّة منارة جامع المهزع، دعت من خلاله جميع من يمتلكون توثيقاً لهذا الملمح التّاريخيّ لتقديم ما يُساند المشروع من صورٍ، مقاطع فيديو، رسومات توضيحيّة أصليّة، مستندات تاريخيّة، وثائق وغيرها، بهدف تكوين أرشيفٍ معلوماتيّ ومساندة الخبراء من أجلِ التّوصّل إلى الهيئة الأصليّة للجامع.

 من جهتها، اتّخذت الهيئة الخطوات اللّازمة من أجلِ حفظ وتأمين سلامة الموقع، حيث أنّ تمّت أعمال إزالة المخالفات في سبتمبر الماضي، كما تمّ تسوير الموقع منعاً لأيّة تعدّيات وتجاوزات تُسيء لجامع الشّيخ قاسم المهزع، حيث يحرصُ فريق العمل الهندسيّ على التّأكّد من سلامته خلال الجولات الميدانيّة، فيما يواصلُ الخبراء والمختصّون خطواتهم ومساعيهم من أجلِ إنجازِ المشروع بما يليق بالقيمة التّاريخيّة لهذا المعلم الأصيل.

 من الجدير بالذّكر أنّ جامع الشّيخ قاسم المهزع يجسّد خصوصيّة واستثنائيّة تاريخيّة عريقةً كونه قد شُيّدَ من قِبَل المغفور له بإذن الله الشّيخ علي بن خليفة آل خليفة، والد المغفور له بإذن الله الشّيخ عيسى بن عليّ آل خليفة حاكم مملكة البحرين آنذاك، ويشكّل قيمةً معماريّةً وذاكرةٍ لتاريخِ القضاء إلى جانب رمزيّته الدّينيّة، واتّصاله بنسيجٍ عريقٍ بسوق المنامة القديم المُدرَج على قائمة التّراث الوطنيّ.