المركز الإعلامي

17 مارس 2021 القاهرةُ تتمسّكُ بالأمل الذي يمنحهُ مشروع (تطوير القاهرة التّاريخيّة)، والشّيخة ميّ تؤكّد: نعوّلُ على إدراجِ المدن العريقةِ ضمن الاستراتيجيّات الوطنيّة للتّنميةِ
القاهرةُ تتمسّكُ بالأمل الذي يمنحهُ مشروع (تطوير القاهرة التّاريخيّة)، والشّيخة ميّ تؤكّد: نعوّلُ على إدراجِ المدن العريقةِ ضمن الاستراتيجيّات الوطنيّة للتّنميةِ

في اهتمامٍ بالمدنِ التّاريخيّة التي تشكّلُ هُويّة وطننا العربيّ، وتأكيدًا للمساعي التي تلهمُ تلكَ المدن بنيتها التّحتيّة وتُعمّق ملامح الأصالةِ والتّراثيّة، أشادَت معالي الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثّقافةِ والآثار، رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليميّ العربيّ للتّراث العالميّ بالتّوجيهات التي أصدرَها رئيس الوزراء المصريّ الدّكتور مصطفى مدبولي بشأن الإسراع من أجلِ وضعِ تصوّرٍ للكيان المؤسّسيّ الإداريّ لمدينة القاهرة التّاريخيّة، ومتابعته الشّخصيّة للأعمال الاستشاريّة لمشروع تطوير المدينة عبر إحياءِ المباني التّراثيّة ذات القيمة المعماريّة والتّاريخيّة وإعادة توظيفها لدمجها في النّسيج العمرانيّ، وأوضَحت: (نحنُ اليوم أمامَ مدنٍ تاريخيّة تستحقُّ الاعتناء والاهتمام، لأنّها في عمقها تُشكّلُ هُويّةَ هذه الأوطانِ ومضمونها الإنسانيّ والثّقافيّ والاقتصاديّ، إذ لا يمكننا اليوم أن نعزلَ ذاكرة مصر عن مدينةِ القاهرةِ التي هي وجهُ البلادِ وحاضنةِ تاريخها البعيد والحديث)، مؤكّدةً أنّ هذا الاهتمام الذي يُباشرُه رئيس الوزراء المصريّ ورؤيته التي تسعى للارتقاءِ بالقاهرةِ التّاريخيّة هو ما نُعوّل عليه كنموذجٍ جميلٍ في الوطنِ العربيّ، تكون فيه المدينة التّاريخيّة مسؤوليّة حقيقيّة، مُدرَجة ضمن الاستراتيجيّات الوطنيّة المعنيّة بالتّنمية والازدهار.

وقد أشارَ الدّكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصريّ خلال الاجتماع المنعقد لمتابعة تنفيذ مشروعيّ (تطوير القاهرة التّاريخيّة) و(ممشى أهل مصر) أنّه ينتمي إلى القاهرة التي تلقّى فيها تعليمه العالي، وأنّه يتذكّرها حجرًا حجرًا وأثرًا أثرًا، مبيّنًا أنّ هذا الحرص والاهتمام سيكرّس من خلاله الأدوات العلميّة والدّراسات التّاريخيّة والتّطويريّة من أجلِ الارتقاء بالمنطقة، وأنّه من موقع مسؤوليّته اليوم لا بدّ أن يتحلّى بالشّجاعةِ والحماس لإنقاذِ هذه المدينةِ العريقة، مؤكّدًا أنّه لا بدّ من الالتزام بالثّوابت التّاريخيّة والمعايير الحفاظيّة والتّطويريّة للنّهوضِ بالقاهرةِ التّاريخيّة باعتبارها تراثًا إنسانيًّا ليسَ لمصر فحسب، بل للعالمِ أيضًا كونها مدرجةً على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ. من جهتها أكّدَت معالي الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة أنّ هذه الرّؤى التي تبصرُ في المدنِ بوعيٍ ومحبّةٍ هي القادرة على تحويل المكوّنات التّاريخيّة إلى استثماراتٍ ثقافيّةٍ ونوعيّةٍ، مشيرةً إلى أنّ المدنُ اليوم لا تكتفي بالصّونِ والاعتناءِ بالتّراث، بل تستدرجُ الفضاءات العامّة والأمكنةِ التي لها ملامح تاريخيّة وذاكرة، كما وترتقي بالمسارات والطّرقات والتّجارب الحياتيّة كي تؤهّل هذه الذّاكرة بكافّة أبعادِها لصناعةِ مستقبلِ المنطقةِ والاحتفاظِ بهُويّتها واستثنائيّتها. وأردَفَت: (العمران التّاريخيّ شواهدُ حياةٍ، إنّها ليست أمكنةً خرِبَة، بل الهيئة التي نراها بها اليوم هي حصيلةُ اللّامبالاةِ التي تعرّض لها هذا العُمران. اليوم نُعوّل عليه ليسَ حفظًا للتّاريخ فحسب، وإنّما لأنّ هذه المفاهيم وهذا العمق الإنسانيّ والنّتاج الحقيقيّ الذي تصنعهُ، كلّ ذلكَ يجسّد كيانًا يُشاركنا العيش والمعرفة)، مؤكّدةً أنّ هذه المساعي والاستراتيجيّات من شأنها اليوم أن تُقدّمَ ملامح تغييرٍ حضاريّة، يُوظّفُ عبرها الإبداع والابتكار والاستثمار، للأخذِ بيدِ هذه الحصائل التّاريخيّة باتّجاه تنميةٍ مستدامةٍ، ومستقبلٍ مزدهرٍ.