البحرين وجهتك
.
والمدنُ الجميلةُ من بشرٍ...
والوقتُ فيها، لا يُذبِل، لا يغمضُ عينيه... يوقظُ في النّهارات
السّعيدة كلّ الذين في قلبِ البلادِ ناموا، ويسمّيهم أشياءه، مثل:
طرقاتٍ بعيدة، أناسٍ طيبين، مقاهٍ تعرفُ حكايا أخيرة على فناجين
القهوة وأكواب الشّاي، أصوات صبية ما عادوا للعمرِ إلّ كباراً، وبحرٍ على هيئة دمعةٍ كبيرةٍ مالحةٍ تحملُ القوارب إلى بلاد الشّمس.
والبلادُ السّعيدةُ من أسطورة... من جنّةٍ، ومن أثرِ المحبّة وأثرِ النّاس.
إنّها التي لا تنسى من راحوا، تضعُ في صندوقِ سينماها كونًا تُحبّ، ثمّ مع العمرِ تُصوّب تباعاً اتّجاه العالمِ ما تحفظُ وما في رأسها يمرّ.
عن،
(آثارنا)، ومدنٍ جميلةٍ تخرجُ من جدرانها العتيقة أصوات من راحوا.
ولا تنسى.
(لؤلؤنا)، وبحّار أطبق يديه لمّا توقّف الوقت، فصارَتا صَدَفة.
(رقصاتنا)، جسدُ الفرحِ الطّريّ حيث الموسيقى تقول ما تريد، أمّا الجسد فنشوة.
(غناؤنا)... عن أناسٍ فتحوا حناجرهم للحياةِ، وقالوا للأغنياتِ أن: حلّقي!
(حليّنا)، المعجزة الجميلة التي لا ندري أنّ فيها: كلّ ضوءِ شمسٍ يقعُ في صحراءِ الجزيرة، لأجلها يُصنعه الصّائغ ذهبًا، كلّ دمعٍ يرميه البحرُ في يد الصّيّاد، يصيرُ لؤلؤًا!
(صناعاتنا)، لمّا يغزلُ النّسّاج ربيعًا جميلاً مثل ساحر. لمّا صانع الفخّار ينسى يديه في طين الأرض وتخرج إلى الحياة كائناته البديعة.
(خيلنا)... محبّة طويلةٌ تسرجُ للنّاس قصائد من أوطانها.
(أزياؤنا)، ملمسُ القلبِ...
(عمراننا)... حيلتنا السّرّيّة الجميلة، التي نودعها كلّ الذي لنا من عمر.
(ثمارنا)، لمّا آلهةِ الماء الحلو وآلهة الشّمس جاؤوا إلى مرفأ الكون، فكانت الجنّة.
(حِرَفُنا) الشّيء الذي معجزة يديك
(سيوفنا) نصيرةُ الحُبّ والحياة!
مهرجان البحرين السّنويّ للتّراث 23 ، (تراثُنا ثراؤنا)... بلادٌ تُعيد عمرها مرارًا على سبيل الذّاكرة.