البحرين وجهتك
.
منذ أن نبتت في رأس هذا العالم فكرة الجمال، صارت الأشياء ذات معنى: الطّرق تأخذ إلى البيتِ أو عكسه لكنّ أحدًا لا يضيع. الكونُ صارَ يقول أشياء أقلّ عن الحزنِ، عن الغياب، عن اللّا بيوتِ وعن العمر الذي باهتًا يمرُّ – وكأنّه لم يمرّ أصاً –. صارَ يفعلُ أشياء أكثر على سبيلِ الأملِ، البقاء، الحزنِ بجودةٍ عالية، وعلى سبيلِ الذين لا يقولون كلامًا أو لا يعرفون لغاتٍ لكنّهم يصدّقون أنّ الفنّ هو المخرجُ الذي يأخذك إلى مكانٍ آمنٍ للـ ...،(مكانٍ آمنٍ وحسب).
منذُ أن صار الله يرسمُ في الكونِ محبّته، أودعَ في كلّ شيء لونًا، وأودع في الفنّان مكانًا لفعلِ خالق. لذا، كلّ فكرةٍ تسقط في رأسِ الفنّان، تخرج كائنًا جمياً له قدرة الحياةِ أو الصّمت. له قدرة الجمالِ أو
مقاومة البشاعة، له قدرة الهدوء والمعرفة أو قدرة الجنونِ واللّا دراية.
هذه المرّة، الفكرة كانت أن نوقظ العالم من جحيمِ الحرب، ومن بشاعةِ الذي يحدث في الخارج. واليقظةُ تعني أن نبدأ، أن نحلم، أن نغيّر شيئًا، أن نمنح للعالمِ أسباب أخرى للحُبّ، للصّدقِ، للدّهشةِ، وللبكاءِ والوداعةِ والتّسمّر. الفكرةُ الأولى، التي تقول إنّ هذا العالم ليس جامدًا، وللفنّان حقٌّ لتشكيله مرّة أخرى، لها أن توقظَ عامًا جديدًا: )وجهتكَ البحرين(، فيها يكون الفنُّ بيتَ الثّقافةِ الجميل. يكون الفنُّ حيلتَنا الصّغيرة كي نبدأ طريقًا... أن نقول للعالمِ، أنّ هذه الباد تتنّفس بشكلٍ جيّدٍ، وأنّ لفنّانيها يدَ خالقٍ بديعٍ يصوّب بدرايةٍ عميقة تفاصيل جميلة وبهيجة.
بالمناسبة... الجمال ليس منطقيًّا، لكنّ الفنّ هو المنطقُ الأصدق لهذه الفكرة.
42 عامًا لمعرض البحرين السّنويّ للفنون التّشكيليّة...
كلّ سنويّة والفنُّ يقظةُ العالمِ كي ينهض من جديد.