البحرين وجهتك
.
تكوّنت تلال مدافن دلمون من تسلسل 21 موقعًا أثريًا يقعون في الجزء الغربي من جزيرة البحرين. ستة من مكونات الموقع المحددة هي حقول تلال المدافن، وتتكون من عشرات إلى عدة آلاف من المدافن. حيث يبلغ إجمالي عددها حوالي 11,774 تلّة. أما المواقع الـ 15 المتبقية فهي تتألّف من 13 تلّة ملكية فردية إضافة إلى زوجين من التلال الملكية. التلال كلها مدمجة في النسيج الحضري لقرية عالي. وقد شيدت تلال مدافن دلمون خلال مرحلة دلمون المبكرة في فترة زمنية تمتد لما يقارب 300 عام، أي بين عامَي 2050 و 1750 قبل الميلاد تقريبًا. وتضم تلال المدافن هذه النماذج الأكثر قربًا لطريقة بناء تلال المدافن المتأخرة في مرحلة دلمون المبكرة. تقف تلال المدافن هذه كشاهدٍ على ازدهار حضارة دلمون في وقت مبكر، حوالي الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث اكتسبت البحرين أهمية اقتصادية على المستوى الدولي، كمركز تجاريٍ مما أدى إلى تنامي السكّان وبالتالي تنوع مكونات المجتمع. وينعكس هذا التنوع الاجتماعي بشكلٍ واضح في المدافن الواسعة والمتنوعة، لاسيما تلك المتباينة في الحجم، فضلا عن تلال مدافن الزعماء، وتلك التي تفوقهم أهمية وتُدعى تلال المدافن الملكية.
تشير الدلائل الأثرية إلى أن تلال المدافن لم تكن تلالًا في الأصل، بل شُيّدت كأبراج أسطوانية منخفضة. بينما تم بناء التلال الملكية المميزة بحجراتها الكبيرة وتفاصيل بناءها المتقنة لتكون أبراج دفنٍ مكونة من طابقين بشكلٍ يشبه الزقورة (معابد مدرّجة). وتعكس تلال مدافن دلمون خصائص فريدة على مستوى العالم، ليس فقط فيما يتعلق بأعدادها وكثافتها وأحجامها، ولكن أيضا من حيث تصنيف وتفاصيل البناء، كحجرات الدفن المجهّزة بالأقبية.