البحرين وجهتك
.
منذ العصور القديمة، حملت الطيور أهمية خاصة للروح البشرية. كما حمل خليل الهاشمي انبهاراً عميقاً لطيور النورس منذ طفولته المبكرة في سواحل المنامة. الطيور، خلافا لغيرها من المخلوقات لديها حرية الاختيار بين التقيد بالارض وهي تقف على اقدامها او تجاوز تلك الحدود من خلال التحليق عاليا.
هذا هو السبب الذي يجعل الطيور ترمز إلى الصفات الأثيرية التي يسعى البشر من أجلها مثل السلام والحب والوئام.
كان خليل الهاشمي لسنوات يترجم هذا اللغز المتأصل في الطبيعة، عبر المواد والخامات، من خلال تجريده للطيور في أعماله المختلفة. ويأمل في أن توحد جمالية الطيور، التي تتحدى الجاذبية، إمكانات البشر لتتجاوز أحلافهم المسبقة وأوجه انشقاقهم وصراعاتهم.
يعتبر خليل الهاشمي الذي درس الفنون الجميلة في روسيا، من أشهر نحّاتي البحرين. وهو يميل في الغالب إلى استخدام البرونز والحجر والخشب في أعماله، إلا أن هناك تنوعاً في المواد والمفاهيم التي تحرّك إلهامه. تكمن قوة الفنان في قدرته على تحويل ما هو غير ملموس إلى واقع مادي ملموس، واختصار الأفكار وإرجاعها إلى مكوّناتها وعناصرها الأساسية، والنتيجة أعمال تجريدية صادقة بسيطة. حقّقت مجموعة الطيور التي نفذّها عام 2010 نجاحاً كبيراً وتميّزت بأناقة التركيب وبراعة التنفيذ.
عُرضت أعمال خليل الهاشمي على نطاق واسع في الشرق الأوسط وأوروبا، أما في البحرين فقد أقام معارض في كلٍ من متحف البحرين الوطني، وعمارة بن مطر، ودار البارح للفنون.