البحرين وجهتك
.
اسمٌ واحدٌ لاثنين من الحبّ
للفضاءات أن تصنع من نفسها غلافًا، يحيط بكل الأشياء التي تغادر أرضًا إلى أخرى، تمامًا كما يمكن للحب أن يفعل. في الثقافة يمكن أن ندفع إلى مسافة أبعد، وبالإمكان أن تحبل هذه الأرض بأسرار عابريها ومن مروا بها. لأن الثقافة في كل تفاصيلها، إنسان ما، يحاول التغيير، ويجرّب الأشياء دونما أن تكتمل. ولعمرٍ ما أيضًا أن يصنع اختلافًا، أثرًا دامغًا، تمامًا كما كان للبحرين، بكامل تقاسيمها، مدنها وقراها، شخوصها وناسها، لأن صدق مدينة ما وتاريخها يُطلقان الحب إلى خارج أسوارها.
"المنامة عاصمة الثقافة العربية"، ليست مجرد تسمية عام واحد، فالاسم، يحدث لمرة واحدة، إلا أنه يبقى أبدًا، على مَرّ الوطن. في الاسم، يتشكّل الإنسان، بكل الاحتمالات، الجميلة وغيرها التي قد تبدو، إلا أن فكرة الجمال منقوصة أبدًا، حيث الدهشة تقع، وتعيد توضيب الملامح بطرائق مختلفة في كل محاولة. وفي الاسم أيضًا، قدرٌ ما، ينتصر لما تريد أن تكون، وما تريد أن تتمرد عليه، وما لا تريد أن تخسر. فكل الرهانات هي محاولات شفيفة للوصول إليه لا تجاوزه، ولكن في الثقافة دائمًا السماء تنزاح لما هو أبعد، تاركةً فضاء حرًا تتكوّن فيه الأشياء كرغبة مؤقتة.
عام الثقافة، ما كان ليتحقق كذلك دونما البدء الجميل والطويل، فأعوام تكاثرت فيها الملامح حبًا، وتناسخت فيها صور فرح وأمل، المنامة. جديرة جدًا بأن تحتفي لمدة طويلة بثقافتها وتراثها وأهلها تنسخ الوطن إلى العالم، وتترك لاسمها "عاصمة الثقافة العربية" الذي يلتصق بها منذ هذا اليوم أن يكون أغنية ومشهدًا واضحًا، تطلق فيه مسارات متداخلة من الجمال، وتلامس آخر سماوات الثقافة وأقصاها، بكل شاكلةٍ وخريطة. لأن الاسم حب، والثقافة حب أيضًا، هكذا لاثنين منهما، أن يكونا "بحرين".
بنية تحتية للثقافة 2012م
12 مشروعاً
"عاصمة للثقافة العربية"، المشروع الذي انطلق العام 1996م، كان له أن يشدّ من التاريخ ما تراكم من ملامحه، هكذا يمكن لنافذةٍ ما أن تفتح الفرح على مدينة بأكملها، على وطنٍ ذاكرته تذهب بعيدًا جدًا، وتأريخه يكتب الأشياء بصورها كافةً. يجرف من الزمن حضاراته، عادات أهله والثقافات المتجذّرة. كلما أطلق العالم هذا الاسم على وطنٍ ما، يحدث أن تطفو على وجهه مسيرة ثقافية بأكملها، بشتى أدبياتها، ومجموعاتها الفكرية، وأبعادها المعرفية، وبنيتها التحتية الثقافية المنشود لها أن تكون. هذا المشروع لأجل تكوين أساسات وقاعدة حيوية ترتكز عليها الثقافات العربية للتأسيس للمشاريع المقبلة.
كذلك في البحرين، فقد أسسّت خلال احتفالياتها بعام "المنامة عاصمة الثقافة العربية" العديد من المشاريع التي ستضرب بجذورها عميقًا، لتأسيس بعد حضاري وقيمي للفكر والتأريخ البحريني، منها: