البحرين وجهتك
.
فنون نساء الأمازيغ في ريف المغرب: أشكالٌ متوارثةٌ في سياقٍ عصريّ
نساء الأمازيغ فنّانات بكل معنى الكلمة، فهنّ يقُمن بنسج السجاجيد المزخرفة، وكنّ حتى عهدٍ قريبٍ يتوشّمن ويُزيّنّ وجوهههنّ بالزعفران، وكنّ يرتدين حُليّاً منمّقةٍ وبالغة الدقّة من الفضّة والعنبر بشكلٍ يوميّ،ويصنعن ويرتدين الرموزالفنّيّة للهوية الأمازيغية. والأمازيغ (ومعناها "الشعب الحُرّ" في اللغة الأمازيغية) هم السكّان الأصليون لشمال أفريقيا، ويعتبرون أنفسهم متميّزين ثقافيّاً ولغويّاً عن العرب.
وعلى الرغم من التأثيرات المجتمعية التي غيّرت الحياة اليومية، لا تزال المرأة الأمازيغية تلعب دوراً محوريّاً في بناء الهوية الأمازيغية والحفاظ عليها، كما يقمن بنقل وإدامة الأشكال الجماليّة والرمزيّة التي تجعل هذه الهوية فريدةً من نوعها، محققات بذلك مكانةً عظيمةً تحظى باحترامٍ وتقديرٍ واسع. وتعتبر الأمومة أمراً ذو مكانةٍ عاليةٍ للغاية بالنسبة لنساء الأمازيغ، وبالتالي فهنّ يقُمن باستعمال الرموز والألوان المتعلّقة بالخصوبة في المنسوجات والملابس والوشوم وقصّات الشعركتعبيرٍعن القوّة الإنثويّة.
وفي هذه المحاضرة، تُستَخدم النتاجات الفنّيّة النسائيّة كمدخلٍ للنظر في الإرث الفنّيّ للأمازيغ في سياق تاريخ وهويّة المغرب، كما سيتمّ فيها أيضاً النظر في كيفيّة استمرار المرأة في إنتاج واستخدام الأشكال الفنّيّة المتوارثة عن الأجداد، وخصوصاًفي الأعراس الريفيّة، وهو ما يدلّ على الدور الحاسم التي تلعبه النساء في الحفاظ على التراث الأ مازيغيّ في دولة المغرب المعاصرة.
السيرة الذاتية
الأستاذة سينثيا بيكرهي عالمةٌ في الفنون الأفريقيّة ومتخصّصةٌ في الفنون الأمازيغيّة في شمال غرب أفريقيا،وتحديداً في المغرب والجزائر والنيجر. نالت شهادة الدكتوراه من جامعة ويسكونسن في ماديسون وهي أستاذٌ مشاركٌ في قسم تاريخ فنّون العمارة في جامعة بوسطن. وبالإضافة إلى عملها كمستشارٍللعديد من المعارض المتحفيّة، نُشرلبيكرمقالاتٌ للعديد من كتالوجات المعارض، من بينها مقالٌ تحدّثت فيه عن المنسوجات وحركة التجارةعبرالصحراء الكبرى في كتالوج معرض"أفريقيا المتشابكة: شتات النسيج". كما نشرت في عام 2006 كتاباً بعنوان"الفنون الأمازيغية الفنون في المغرب: تشكيل النساء للهوية الأمازيغية" (دار جامعة تكساس للنشر)، وشاركت في تأليف كتاب"جواهرالصحراء: حُليّ شمال أفريقيا وصورها الفوتوغرافيّة من مجموعة زافييه غيران-هيرميس"الذي صدرعام 2009. ولها أيضاًعدّة مقالاتٍ عن مواضيعٍ متنوّعةٍ مثل تأثيرالصوفيّة على الفنّانين المعاصرين في السنغال والمغرب، والتصويرالفوتوغرافي في شمال أفريقيا، ومجموعة "وشم" (Aouchem)الفنيّة الجزائريّة، وكذلك عن الثقافة البصريّة وتاريخ هنود مهرجان ماردي غرا الذي يقام في مدينة نيواورليانز،مسقط رأس بيكر. وقد نالت أبحاثها دعم العديد من المؤسسات المانحة مثل مؤسسة فولبرايت، والمعهدالأمريكي للدراسات المغاربية، بالإضافة إلى زمالة من معهد رادكليف للدراسات المتقدمة التابع لجامعة هارفارد.