البحرين وجهتك
.
لطالما جمعت الصداقة الوثيقة بين المملكة المتحدة ومملكة البحرين حيث يتمتع البلدان بعلاقاتٍ مستمرة يعود تاريخها إلى عام 1820م حين أُبرمت معاهدة الحماية بين الحكومة البريطانية وحكومة دولة البحرين آن ذاك. وفي عام 1928م بدأ سلاح الجو الملكي البريطاني عمليات مسحٍ واستقصاء للساحل الجنوبي من الخليج العربي وقام بإنشاء عددٍ من الموانئ الجوية وقواعد لهبوط الزوارق الطائرة. كما شمل التعاون بين سلاح الجو الملكي البريطاني وحكومة البحرين السماح للطائرات البريطانية باستخدام الميناء الجوي بالمنامة، قبل أن يتم السماح لها باستخدام المطار الجديد الذي تم إنشاؤه بمدينة المحرق فيما بعد. ومنذ العام1932م، لعبت البحرين دوراً مهماً حيث كانت محطةً ضرورية تتوقف عندها رحلات الطائرات والزوارق الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني للتزوّد بالوقود لاستكمال رحلات الخطوط الجوية الإمبراطورية البريطانية المتّجهة إلى الهند.
وقد كان للطيران الجوي دوراً محورياً في بناء وتعزيز علاقات الشراكة بين البلدين، فمنذ بزوغ فجر الطيران في بدايات القرن العشرين وعندما كانت بريطانيا السبّاقة في مجال تكنولوجيا الطيران، كانت البحرين الداعم المستمر والمُتبني لاستخدام تلك التكنولوجيا. وعلى مدار 80 عام، لعب سلاح الجو الملكي البريطاني دوراً فاعلاً في الدفاع عن البحرين. وخلال الحرب العالمية الثانية تولّى سلاح الجو الملكي البريطاني مهمة الدفاع عن البحرين، بينما قام أهالي البحرين بجمع تبرعاتٍ بلغت 50,000 جنيه استرليني تم تقديمها للصندوق الخليجي للطائرات المقاتلة، بشراء 10 طائرات من طراز "سبيت-فاير" لاستخدامها من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني، كما تم شراء ست طائرات "سبيت-فاير" إضافية بدعم من البحرين.
يقام هذا المعرض على هامش احتفال مملكة البحرين بمرور 200 عام على العلاقات البحرينية-البريطانية، ليسلّط الضوء على عمق العلاقات بين البلدين، ويوثّق أهم المحطّات المضيئة التي جَمَعَت البلدين في مجال الطيران الحربي والمدني على مدار القرنين الماضيين. كما يُسلط المعرض الضوء على أحد أهم طائرات الحرب العالمية الثانية، وهي طائرة "سبيت فاير" المعروضة والتي وفّرها متحف سلاح الجو الملكي البريطاني.