البحرين وجهتك
.
يقدّم الأستاذ محمد موفاكو مدير معهد الدراسات الشرقية في بريشتينا بكوسوفو محاضرة حول القهوة ومكانتها الثقافية وارتباطها بحياة العديد من الشعوب حول العالم.
فالقهوة ظهرت في وقت قريب مع الدّخان (السجائر) والشاي. ولكن هذا المشروب الجديد، الذي وصل إلى اليمن من الحبشة المجاورة في القرن الخامس عشر وانتشر من هناك عبر بلاد الشام ومصر إلى أوروبا، ترك أثراً كبيراً في الثقافة والمجتمع والاقتصاد على مدار القرون اللاحقة.
ومنذ انتشارها وحتى اليوم، ساهمت القهوة في تشكيل جزء من الهوية الثقافية لدى العديد من الشعوب وأدت إلى إثراء الحراك الثقافي والسياسي والاجتماعي في المجتمعات التي عُرفت بها. فكانت القهوة موضوعاً تناوله العلماء والفقهاء والشعراء، ولاحقاً صارت المقاهي، حيث تقدّم الهوة، أماكن للعروض الفنية والنقاشات السياسية والاجتماعية.
كذلك دخلت القهوة في الحياة اليومية للمجتمعات، فصارت رمزاً للضيافة في دول الخليج ورمزاً للمودة والمصالحة في بلاد أخرى كالأردن، فيما تم تسجيل "القهوة التركية" كتراث ثقافي عالمي في اليونيسكو عام 2014م من قبل تركيا. هذا وبسبب ارتباط القهوة بالهوية الثقافية للشعوب، فقد عكست التوترات السياسية التي حدثت في بعض المناطق من العالم كاليونان وتركيا والبوسنة والهرسك.