الفعاليات والأنشطة

تاء الشباب... مشروع ثقافيّ شبابيّ


الثقافة التي فعل حياة، والشّباب الذين في مقتبلها يلتقيان في فسحة للتّجريب والحلم، يصنعون في مختبراتهم الصغيرة عالمًا أرحب يتّسع لتجاربهم ومحاولاتهم وعثراتهم وإنجازاتهم، ويتركون للثّقافة فرصةً لرسم ابتسامة على ملامح وجه هذا العالم. مجموعة من الشّباب المبادر المتطوّع الذي أسّس لمشروع ثقافيّ ينجز مهرجانًا سنويًا للثقافة بعنوان "تاء الشباب"، وذلك بدعم من وزارة الثّقافة البحرينيّة.

 

يؤمن تاء الشّباب بالدّور والمسئولية المجتمعيّة التي تُعنى بها الثّقافة تّجاه البيئة والإنسان، لذلك يضع أهدافه ويصمّم مشاريعه وفعاليّاته وأنشطته لتتّصل مباشرة بالبيئة والمجتمع خصوصًا فئة الشباب، ويؤمن "تاء الشّباب" بالتّغيير والتّطوير الذي يشتغل على قاعدة الهرم (الفرد والمجتمع) التي هي أساس أيّ تقدّم وبناء، يعمل على ذلك منذ انطلاقته الأولى منذ العام 2009م ولا يزال مستمرًا، مؤسّسًا لربيع ثقافيّ دائم.

يُعنى "تاء الشباب" بجوانب الفن والفكر والّثقافة، (القراءة، العمارة، الإنتاج الأدبيّ، الفنّ التشكيليّ والفنون البصريّة والأدائيّة، الموسيقى، السينما، التّكنولوجيا وغيرها)، عبر عدد من الاشتغالات والفعاليّات التي تعمل على إخراج الثّقافة والمثقّفين من كواليس الأروِقة المغلقة على النّخبة، إلى حيث مسرح الحياة الاجتماعيّة البحرينيّة، حيث يقيم "تاء الشّباب" أمسياته وندواته وورشَه ومعارضه، في الشّوارع والمجمّعات التّجاريّة، وبين الأزقّة والبيوت، على الأرصفة وفي المقاهي والشّواطئ والمنتزهات العامّة، يُشرِك الجمهور وسكّان الأحياء والشباب والأطفال، ويخلق من المجتمع شريكًا أساسيًّا في تلقّي وإنتاج الثّقافة والفن، ويختبر مزيج التّأثير والتأثّر الذي يمارسه أحدهما على الآخر بالتّبادل.

 

ويعمل "تاء الشّباب" على التّواصل مع الجمهور في البحرين والوطن العربيّ، عبر حضور قويّ وفاعل في العالم الافتراضيّ وشبكات التواصل الاجتماعيّة (موقعه الإلكترونيّ، وحساباته الرسميّة في الفيس بوك، تويتر، أنستغرام، كيك ويوتيوب) التي تحفل بآلاف المتابعين من داخل البحرين وخارجها، إيمانًا بالأثر الاجتماعيّ للفضاء الافتراضيّ في عصرنا الحالي. شارك التّاء في فعاليّات محليّة وعربيّة ودوليّة في (المملكة العربيّة السعوديّة، الكويت، جمهوريّة مصر العربيّة، الصّين، روسيا، إيطاليا) ويسعى لخلق بُعد إقليميّ عربيّ له من خلال شراكات مع المجاميع الشبابيّة العربيّة المعنيّة بالثّقافة وتنمية المجتمع. تاء الشباب يحوي عددًا من المبادرات، تشتغل كلّ واحدة منها على جانب من جوانب الثّقافة ومجالاتها، وينخرط فيه عددٌ من المتطوّعين الشّباب المهتمّين بهذا الجانب.

- درايش: تبحث في فنّ المعمار أثره وممارساته، فلسفته، والإنسان الذي يبنيه، يحميه ويحتمي به، بمهارات وطاقات شخصيّة، وإبداعات شبابيّة، تُقدّم مجموعة من الورش والمحاضرات والفعاليّات التي تتفاعل مع المكان وذاكرته، فعاليّات تقفز فوق حاجز المعتاد، وتصنع علاقة حميمة مع الجدران والبيوت، والشوارع التي قد يعبرها أحدهم... دون أن يلتفت.

- كلنا نقرأ: القراءة كفعل فهم وإدراك، الكتاب كاكتشاف، الفكرة كوطن، مجموعة من الشّباب الذي يسعى لخلق علاقة أكثر ألفة مع الكتاب، عبر تقديمه في قوالب غير اعتياديّة، تناوله بما يتجاوز فعل القراءة إلى التّحليل والنّقاش وطرح التّساؤلات، في عمليّة لا تقل غنى عن إنتاج العمل الإبداعيّ الكتابيّ نفسه، من خلال مناقشة منتج العمل الإبداعيّ، أديبًا كان أو شاعرًا أو مفكرًا، مناقشة حيّة، أو عبر حلقات نقاش شبابيّة في المقاهي والمجمعات التجاريّة وأبعد. كلنا نقرأ تسعى لجعل القراءة فعلاً حيًّا وقابلاً للبقاء في نمط حياتنا الشبابيّ العصريّ.

- تشكيل: الفنّ التشكيليّ كأحد أدوات التّعبير والاتّصال، الصورة/ الرمز التي كانت من قبل الكلمة المكتوبة، ولا تزال تحتمل ألف كلمة ومعنى. يقوم مجموعة من الشباب في مبادرة تشكيل بتجريب احتمالات الجمال في مختبرات عدّة، ويتخلّون عن اعتياد نعومة "الكانفاس" إلى الجدران الإسمنتيّة، إسفلت الشوارع وساحات المجمّعات التجارية، لاختبار قدرة التّشكيل على اجتياز الصمت الظاهر للوحة. "تشكيل" تجارب وممارسات فنيّة مغايرة في الفنون البصرية، رسم ونحت وتشكيل مجسّم وتصوير فوتوغرافي وفنّ ديجيتال وغيرها من الممارسات الفنّيّة ما بعد الحداثيّة، التي تعبّر عن فنّاني هذا العصر.

- أوبراليك: تجربة مسرحٍ جديد، يتمرّد على المعتاد، يرتدي الغناء. والصّوت رديفُ الحركةِ وجوهرها. مبادرة تقدّم تجاربَ وأداء مسرحيًا وغنائيًا، يفسح للشّباب خشبة المسرح العتبة الوحيدة التي يحدث فيها ما يريدون، مسرحيّون شباب، يجرّبون شغفهم على شكل "إسكتشات" وورش وعروض مسرحيّة.

- تكنيك: مبادرة "تكنيك" محاولة لاستيعاب المعادلة الإلكترونيّة، وفتح سياقات فكريّة ومعرفيّة تستوعب كلّ هذه الفوضى المعلوماتيّة. كما تحاول أن تستفيد من هذه الوفرة التقنيّة للتّبادل الثّقافيّ. تُدرِج "تكنيك" التقنيّة في المجال الثقافيّ، وتستثمر شبكات التّواصل الاجتماعيّ والتّقنيّات الإلكترونيّة الحديثة لتصل أسرع، وتوقِع التّكنولوجيا والثّورة المعلوماتيّة في مكامن الثّقافة والفكر.

- حفاوة: تستحضر "حفاوة" كلّ عام طيفًا من أطياف أحد المفكّرين العرب والعالميين الرّاحلين. وتلتقط منهم ما يصلح للبقاء، لأن الفكرة ليست رهينة وقتها، بل قيمتها. ويصدرون في نتاج سنويّ واحدًا من كتبِ سلسلة "أطياف" التي تلوّح بفكرِ مثقف وباحث راحل، يعقدون في لقاءٍ مع تلامذته ومقتفي أثرِه عوالمَ جديدة لم يزرها البعض بعد.

- جدليّات: تُعنى "جدليّات" برصد الواقع الاجتماعيّ والإنسانيّ والثقافيّ، ومن ثم إعادة فرز وقراءة وتحليل معطياته ونقاشاته ومعالجاته الثقافيّة لتلك الأوضاع والظروف والسلوكيّات في اتّصالٍ بالفكر، التّنظيرات، الفلسفة، النّقد، العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، الفنون ومختلف النّتاجات الثقافيّة. تعمد المبادرة إلى تجاوز الفكرة بمتناولها الماديّ والتنظيري إلى واقعها ودلائلها المعيشيّة، بتجريدٍ وبساطة عبر التّفاعل الإنسانيّ العفويّ والمدروس على حدّ سواء، ومن ثم السعيّ إلى إحداث أثر إيجابيّ موازي على المجتمع.

- دوزنة: حيث يتناغم الفريق لهدف واحد، فإن كل واحد منا يعزف نوتته الخاصة ضمن أوركسترا "التاء"، لذلك تقدّم دوزنة عددًا من ورش العمل والتدريبات التي تجعل عمل الفريق في تاء الشباب أكثر احترافيّة وانسيابيّة وجمالاً.

- تنصيص: المبادرة الإعلاميّة لتاء الشباب، تهيّئ للإعلام أجيالاً شبابيّة متمكنّة، تتمرّس في مجالات الإعلام المرئيّة، المسموعة، المكتوبة والإلكترونيّة، وتستوعب تقنيّات كل منها وأساليبها، توظّفها في تغطية التاء صوتًا وصورة وكلمة. تستضيف خبرات وأسماء إعلاميّة من الوطن العربيّ وتقدّم محتوى إعلاميًا يواكب عمل مهرجان تاء الشباب.

- بريمير: تُعنى بالفن السّابع، ترصد ظلّ الإنسان الذي تلتقطه الكاميرا بعد المغادرة، تقبض على الطارئ الذي يعبر وتستبقيه على قرص ذاكرة وشاشة، مبادرة بريمير للفنّ السّينمائيّ، مجموعة من الشّباب الموهوبين المعنيّين بالسينما، يعملون من أجل تقديم مشاريع فنّيّة برؤى مغايرة، وبتقنيّات معاصرة، وبقضايا تلامس فكر الشّباب وهواجسه الرّاهنة.