المركز الإعلامي

23 أبريل 2015 في محاضرة بعنوان "التراث والحداثة" بمتحف البحرين الوطني، د.الخمير: هل الحفاظ على التراث يعني حفظه خلف واجهات آمنة في درجات حرارة مناسبة؟
في محاضرة بعنوان

بالتوازي ومعرض "كليلة ودمنة حكايات عبر الزمن" الذي أطلقه متحف البحرين الوطني بالتعاون مع متحف الأطفال بإنديانا بولس الأمريكية، أقيمت محاضرة بعنوان "التراث والحداثة" قدّمتها الدكتورة صبيحة الخمير، وتحدّثت فيها عن الرابط بين التراث والحداثة، ودور العملية الإبداعية في عملية الاتصال والتواصل تلك.

في بداية المحاضرة عبرت الدكتورة الخمير عن سعادتها بإطلاق معرض "كليلة ودمنة حكايات عبر الزمن"، معتبرة لحظة تقديم ثمرة العمل للآخرين، لحظة خاصة، شاكرة جهود فريق العمل من هيئة البحرين للثقافة والآثار، وفريق عمل متحف الأطفال بإنديانا بولس الأمريكية. مشيرة إلى أن هذا العمل المشترك يتجاوز فكرة الشراكة إلى الاتصال والتواصل، بين ثقافتين، قبل أن يكون بين مؤسستين.

وحول سبب اختيارها لكليلة ودمنة، موضوعًا لهذا المعرض والمشروع المشترك، أشارت الخمير أن الفن الإسلامي الذي تشكّلت منذ القرن السابع فرادته وحالته الابداعية المميزة من قرطبة حتى سمرقند، بدأ من بعد القرن التاسع عشر يمرّ بحالة من الجمود، وواجهته اشكالات وتحديات على صعيد الإبداع وإعادة الخلق، ما أفقده صلته بالحاضر وأبقاه تراثًا. وتقول: "كنت أتساءل ماذا يعني الحفاظ على التراث؟ هل يعني هذا حفظه خلف واجهات عرض آمنه، وإبقائه في درجاتحرارة مناسبة؟ أم ببعثه وإعادة الاشتغال عليه، لنصل الماضي بالحاضر؟ هذا الاتصال والتواصل هو ما أردتُه من توظيف حكاية كليلة ودمنة وهو ما لايتم إلا من خلال الإبداع المسؤول عن خلق هذا التواصل".

وباعتبار أن التراث المشرقي هو بالأساس تراث محكي، وأننا في القرن الواحد والعشرين نعيش عصر الصورة، فقد أشارت الخميرإلى أننا أمام تحدٍ لتوظيف تراثنا وموروثنا بشكل بصري، باعتبار الصورة هي أداة أساسية لدفعنا قدمًا، نحو الحداثة التي ليست بالضرورة ذات مفهوم واحد، وليست بالضرورة من صنع الغرب وحده.

وأكدت الدكتورة صبيحة في ختام حديثها، أن هذا المعرض موجه للناشئة وللراشدين أيضًا، ذلك أن الرسالة مبسّطة لكنها غير بسيطة، وأن هذه الرسالة في مضمونهاتخاطب الطفل الذي في كل وحد منّا.