المركز الإعلامي

13 مارس 2019 بالتعاون مع مؤسسة "ذا وابينغ بروجيكت" الفنية في لندن والمجلس الثقافي البريطاني، شونا إيلينغوورث تقدّم ندوة بالمتحف ضمن سلسلة فعاليات "انظروا للأعلى إلى السماء"
بالتعاون مع مؤسسة

استضاف متحف البحرين الوطني مساء يوم أمس الثلاثاء الموافق 12 مارس 2019م ندوة بعنوان "استكشاف فقدان الذاكرة الفردية والثقافية" قدّمتها الفنانة الاسكتلندية الدنماركية شونا إيلينغوورث. وتأتي هذه الندوة ضمن الإقامة الفنية التي تقضيها الفنانة حالياً في مملكة البحرين بتعاون ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار، مؤسسة "ذا وابينغ بروجيكت" (The Wapping Project) والمجلس الثقافي البريطاني.

وشهدت الندوة حضور سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة الثقافة والشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مدير إدارة المتاحف والآثار بالهيئة، إضافة إلى تواجد عدد من المهتمين بالحراك الثقافي في البحرين.

وقدّمت الفنانة إيلينغوورث في الندوة تصوّرها الشخصي حول مفهوم فقدان الذاكرة الفردية والثقافية من خلال سرد تطور مشروعيها الفنيين "Lesions in the Landscape" و"Amnesia Museum". وقالت إن عملها الفني الأول الذي يدمج ما بين الفيديو والتركيب يثير تساؤلات لدى المتلقي حول العلاقة ما بين فقدان الذكريات، جماعية كانت أو فردية، والأثر الذي يحدث بسبب هذا الفقد على فهم الماضي والمستقبل.

وأشارت إلى أن العمل الفني، lesions in the Landscape، يلقي الضوء على عدة موضوعات وخبرات وأفكار متعلقة بفقدان الذاكرة من خلال الدمج ما بين حكايتين، الأولى تتمحور حول جزر سانت كيلدا شرق اسكتلندا والتي تم هجرها تمامًا عام 1930م بعد تواجد حضاري وبشري ممتد لأكثر من 4000 عام، والثانية تدور حول سيدة بريطانية تسمى "كلير"، فقدت ذاكرتها كلياً وهي في سن الرابعة والأربعين.

وأوضحت الفنانة شونا إيلينغوورث أن كلا الحكايتين تمتلكان عدة جوانب مشتركة، فجزر سانت كيلدا التي هجرها سكانها منذ حوالي 90 سنة، لا يمكن سرد تاريخها وثقافتها إلا من خلال أشخاص لم يعيشوا على أرضها، وكذلك فإن السيدة "كلير" لا تستطيع التعرف على حياتها، أولادها، وذكرياتها إلا من خلال ما يرويه لها أشخاص آخرون عنها. وأيضاً فإن جزر سانت كيلدا ضمّت لحوالي 4000 عام ثقافة وحياة غنية لتصبح فجأة خاوية، وبذات الطريقة تعرضت السيدة كلير إلى فقدان مفاجئ لكل تفاصيل حياتها.

وقالت إيلينغوورث إنه من أجل إنجاز العمل الفني والإحاطة بجوانبه المختلفة، سعت إلى العمل مع خبراء في مجالات شتى كالعلوم، الجغرافيا، الثقافة وأطباء في علوم الأعصاب والذاكرة البشرية.

وأضافت أن هذا العمل الفني يعد تركيبياً إذ يتألف من ثلاث شاشات كبيرة وحوالي 20 سمّاعة، مشيرة إلى أنها استخدمت ثلاث شاشات من أجل عرض مقاطع فيديو مختلفة في آن واحد وصناعة تجربة مثيرة للمتلقي. ويعرض العمل الفني لقطات أرشيفية من ماضي الجزر ولقطات حاضرة، كما ويدمج ما بين لقطات قريبة جداً ولقطات بزوايا واسعة تبين المناظر الطبيعية والحضرية المميزة للمكان.

يذكر أن الفنانة شونا إيلينغوورث تقضي إقامتها الفنية في مملكة البحرين من أجل تطوير أحدث مشاریعها الفنیة "طوبوغرافيا الهواء"، والمقرر إطلاقه في متحف البحرین الوطني في مارس 2020م. وتضم إقامتها الفنية، إضافة إلى هذه الندوة، فعاليتين. الأولى تحمل عنوان "منتدى السماء" يقام يوم الجمعة الموافق 22 مارس الجاري في الساعة 3 والنصف عصراً بمتحف موقع قلعة البحرین، وهو عبارة عن جلسة نقاش عامة تتضمن العدید من العروض التقدیمیة والمناقشات حول موضوع السماء كمساحة معقدة ومتعددة الطبقات وعلاقتنا بها كبشر في الماضي والحاضر والمستقبل، وذلك من وجهات نظرٍ متنوعة تقدمها مجموعة من العلماء، و المتخصصین، وعلماء الآثار، والمؤرخین، والفنانین، وستقوم إیلینغوورث بدمج مخرجات المناقشات في مشروعها الفني التركیبي "طوبوغرافيا الهواء".

وستختتم السلسة بورش عمل تستهدف فئة أطفال المدارس بعنوان "تخيلوا السماء"، تستكشف إیلینغوورث فیها أفكار الأطفال من خلال الرسم، والكتابة، وصناعة الأفلام، والجلسات النقاشیة، لتتعرف على منظورهم الخاص حول السماء في الوقت الحاضر وكیف یتخیلون أن تبدو لهم مستقبلا.

هذا وتتسم أعمال إیلینغوورث بتعاملها مع عدة أنواع من الوسائط، بما في ذلك الفیدیو والصوت والتصویر الفوتوغرافي والرسم، وهي معروفة بتراكيبها الفنیة المعمقة ذات الموضوعات العلمیة، كما أنها مهتمة تحدیداً بالأبحاث التي ترتبط بمفهوم الذاكرة، وسبق أن أقامت العدید من المعارض الدولية وحازت أعمالها على عدة جوائز مرموقة.

وتجدر الإشارة إلى أن مشروع "طوبوغرافيا الهواء" یأتي بتكلیف ودعم من مؤسسة "ذا و ابینغ بروجیكت"، بینما یأتي دعم الإقامة الفنیة وسلسلة الفعالیات والمعرض الفني عبر برنامج المملكة المتحدة والخلیج للثقافة والریاضة، وهو برنامج مشترك أطلقته وزارة الثقافة الرقمية والإعلام والرياضة بالمملكة المتحدة بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة (GREAT) عام 2017م بهدف دعم المؤسسات الثقافیة والمتحفیة في المملكة المتحدة في إیجاد شركاء في دول منطقة الخلیج العربي لإقامة معارض فنیة وثقافیة بریطانیة تصاحب كل منها برامج ثقافیة عامة،  ما من شأنه تعزیز التبادل في جوانب الثقافة و الفن والتراث بین بریطانیا ودول المنطقة.