البحرين وجهتك
.
تمثل أعمال السعيد التجريدية المرآة الواقعية الحقيقية العاكسة لأنساق اجتماعية
متقدمة ، عن طريق مهارته الفائقة بالفوز دائما في حواراته الممتعة مع الخامة
التي كثيرا ما يفرغ من خلالها حمولته الفكرية التي تلامس تطلعاته الجمالية
بما يبذله من أحاسيس صادقة ومرهفة ، دون عنت التجريب وصراعات الفنان مع
مسطحه بل نلحظ أن السعيد يتجاوز هذه المراحل إلى أبعد من ذلك بعفوية
تكاد تكون أقرب إلى براءة طفولية واعية ليكون النقاء لصيقا ببهاء الفكرة وبكل
سبل المعالجات ، وليس أوضح من كل هذا مفهوم الرسالة الإنسانية التي بنى
عليها هذا الفنان الحداثوي مشروعه الإنساني العريض . فحداثة مشروع السعيد
الإنساني نابعه من أنه فنان أصيل مرتبط بواقعه حتى نخاع الجمال ، الواقع الذي لو
استسلم له كما كثيراً فعل غيره فهو في غالبه محبط بسبب كثير من تشابك
وتقاطع الظروف في كافة أصعدة الوجود .