البحرين وجهتك
.
تحت رعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، ينطلق مهرجان البحرين السّنويّ للتّراث في نسخته الخامسة والعشرين، والذي يُعدُّ حدثًا احتفائيًّا معروفًا، وذي مكانةٍ مرموقةٍ على الصّعيد الدّوليّ. إذ يتميّز هذا المهرجان بقدرته من خلال برامجه وفعاليّاته على إبراز فرادة وخصوصيّة التّراث المحلّيّ والتّعريف بالثّقافة الشّعبيّة التي تتأصّل في هذه البلاد الحديثة، كما يُساعد على الحفاظ على الموروثات العريقة والعادات الإنسانيّة المحليّة لتناقلها عبر الأجيال المقبلة.
هذه المرّة، ومن موقع قلعة البحرين المُدرَج على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ لليونيسكو 2005م، يجيء مهرجان البحرين السّنويّ للتّراث بأفكارٍ مغايرة، وذلك لاستعادةِ ذاكرةٍ تراثيّة عريقةٍ، تتعمّق في ملامح التّراث البحرينيّ، وتبرزُ تنوّعه وغناه. حيث سيحظى أهالي مملكة البحرين، والمقيمون وكذلك الزّوّار من كلّ مكانٍ بفرصٍ لاستكشاف ثراء التّراث المحلّيّ لهذه الأرض، من خلال التّغلغل في التّاريخ، الإصغاء إلى الموسيقى، تذوّق أصناف من المطبخ البحرينيّ القديم والحديث، بالإضافة إلى إمكانيّة التّقرّب والتّفاعل مع الحِرَفيّين والصّانعين البحرينيّين الذين لا تزال ممارساتهم الشّعبيّة تُسهِم عميقًا في تشكيل الهويّة البحرينيّة الأصيلة، وتسعى لتناقلها وتمريرها جيلاً بعد جيل.
أمّا ما يمنحُ هذه النّسخة من مهرجان التّراث ملامحها ومضمونها، فهو فكرةُ الاحتفاء بالعيون الطّبيعيّة وقنوات الرّيّ، والتي ستكون تحت عنوان (عيونٌ إن رَوَت)، وذلك بالاتّساق مع ثيمة الثّقافة للعام 2017م: (آثارُنا إن حَكَت). إذ يستلهمُ المهرجان من تلك العيون وامتدادها التّاريخيّ في مختلف أنحاء مملكة البحرين كلّ محتوياته ومعروضاته، بدءًا من الأعمال الفنّيّة التّركيبيّة والتّجهيزيّة، وصولاً إلى المعرض الفوتوغرافيّ، وعروض الفيديو التي ستبهرُ الحضور عبر ما ستكشفه عن تاريخ تلك العيون.
كذلك، فإنّها المرّة الأولى التي يُقام فيها مهرجان البحرين السّنويّ للتّراث في موقع قلعة البحرين، حيث سيكون الموقع ذاته والفضاء المُعدّ لهذا المهرجان مفاجأة مدهشة سيعيشها كلّ زوّاره، يختبرون فيها خصوصيّة الموقع، مع مشهدٍ عريضٍ لقلعة البحرين كخلفيّة لفكرة هذا الحدث، على وعدٍ بأن يكون هذا المهرجان علامة فارقة وذاكرة مشتركة، بما سيحملُ ويقدّم بمعيّة الحِرفيّين، أصحاب المشاريع والأعمال المميّزة، وفِرَق الغناء الشّعبيّ والمحلّيّ. بالإضافة إلى الثّراء الإنسانيّ الذي سينسجه عبر ملامح التّراث، من خلال الثّقافة، المعرفة، التّعليم والمتعة، والتي جميعها ستُلامسُ روحَ المكان، والحضور كذلك.