البحرين وجهتك
.
ما يفعلُ مهرجان البحرين للتّراث في سنويّته الرّابعة والعشرين؟
بفكرةِ (موجات صوتيّه من بحريننا)، تستدرجُ هيئة البحرين للثّقافة والآثار صوتَ الحياةِ لكلّ الذين غادروا إلى البحرِ يومًا من عمرِ البلاد. تستلهمُ من ذاكرةِ الصّوتِ، ذاكرةً موازية، أشبه ما تكون باستعادةٍ لحاسّة دقيقة (السّمع) كي يكون فعل الإصغاء هو نحتٌ ثقافيٌّ لمشهد البحرِ وصناعة اللّؤلؤ، وصولاً إلى هذا الإرث غير المادّيّ.
هذا الصّوت، يقودنا إلى ذاكرةٍ أصيلة، تنحتُ وجودها بطرائق متعدّدة في مهرجان البحرين السّنويّ للتّراث 24، وذلك في سياقاتٍ متصّلة، بدءًا من وقع القدمِ الأوّل داخل المكان، وعبورًا إلى التّجهيزات الفنّيّة الأربعة، التي تتقاطع فيها الذّائقة الجماليّة البصريّة مع صوتِ الذّاكرة المُستعار من أغنياتٍ
ومحادثاتٍ بين البحّارة وأهاليهم.
هذا التنّاوب المقصود ما بين الحواس، الارتكاز على ذاكرةٍ منقولةٍ بالصّوتِ، والفنّ التّركيبيّ كتأويلٍ للصّورة، يصيّرُ الصّوت مفتاحًا للذّاكرةِ، للمسموع. وكي تكون هذه الحكاية، مجرّد بداية، لتسلسلٍ مقتَطع من حياةِ البحّارة والغوّاصين، بدءًا من تجهيز السّفن للإبحار، مرورًا بيوم )الرّكبْةَ( حيث لحظات الوداع، ومن ثمّ فعلُ هذا الوداع في اليابسة حيث النّساء ينتظرن ويمرّرن الحياة، ووصولا إلى يوم (القفال) وعودةِ الغائبين في البحرِ إلى ديارهم.