مهرجان التراث 2016
موجات صوتية من بحريننا

العمل التّركيبيّ الأوّل: تجهيز السّفينة والرّكْبَة


الملمسُ الأوّل الذي يشبه البدايات، هو الشّراع. ومن هذا الخامّ تحديدًا، تبدأ الحكاية في إشارة إلى الاستعداد للإبحار، والانتقال من أرضِ البلاد باتّجاه البحر. عبر هذا التّجهيز الفنّيّ، ثمّة محاكاة شفيفة وجميلة للحظات تجهيز السّفينة، تفاصيل الاشتغال عليها، إلى حين رفع المرساة. حتّى تلك اللّحظة، للشّراع تأويلات عدّة وتجاذبات إنسانيّة ما بين البحّارة والغوّاصين أنفسهم، وأهاليهم أيضًا.

الفنون الغنائيّة ذات الصّلة:
 

  • السّنكني: من فنون الغناء البحريّ، يتّصلُ في الذّاكرة الشّعبيّة بيوم إنزال السّفينة الجديدة إلى البحرِ وذلك بجرّها بالحبال بعد أن يتمّ وضع أغصانٍ دائريّة أسفلها. في هذا اليوم يصدحُ النّهام بغناء (السّنكني) ذي الإيقاع المعقّد والأسلوب الذي يتطلّب مهارةً عالية لإجادته.

 

  • التّقصيرة: وهي الأغنيات المرتبطة بلحظات رفع المرساة، حيث يقوم البحّارة بذلك استعدادًا لمغادرة اليابسة والإبحار. وقد اشتُقّ اسم هذا النّوع من الغناء من قِصَر حبل المرساة كونها قريبة من الشّاطئ.

 

  • الميداف: سُميّ بذلك نسبةً إلى التّجديف، كما يُعرَف بفنّ (اليامال واليرار)، ويعني جرّ السّفينة سواء كان ذلك في البحر أو البرّ، ويختلف نمط الغناء في هذا النّوع بحسب سرعة التّجديف. لإنهاء عملية الجرّ، يعلن النّوخذة عن ذلك بالقول (الهادي الله)، فيؤدّي النّهّام حينها (المثلوثة)، وهي عبارة عن مواويل اليامال ولكن دون نحبة البحّارة.

 

  • الخطفة: هي لحظةٌ أخرى تستدعي فنّ الغناء من بعد لحظات الإبحار الأولى، وتُعرَف بخطفة الشّراع، كما تُعتَبر مقدّمة للرّحلة الفعليّة لموسم الصّوت. تُؤدّى عادةً عندما تصلُ السّفينة إلى عرض البحر، وتكون في مهبّ الرّيح. حينها يصدر النّوخذة أوامره بالتّوقّف عن جرّ المجاديف ورفع الشّراع، كي تدفع الرّياح السّفينة. تُغنّي الخطفة عادةً بمصاحبة الطّبل والطّويسات والهمهمة، ولا يُسمَع صوت التّصفيق إلّ مع بلوغ الشّراع أعلى نقطة (الدّقل).