المنجور

المنجور


على مرّ التّاريخ، اشتُهِرَت مملكة البحرين بوفرة العيون الطّبيعيّة ذات المياه العذِبَة، حتّى شكّلت تلك العيون جزءًا من هويّة هذه الأرض وملمحًا عميقًا في سيرتها العريقة. ولم تكن تلك العيون مجرّد مصدرٍ مائيّ للسّقاية والرّيّ، بل انسجمت مع ثقافة المكان وألهمت الأهالي العديد من العادات والمعتقدات. من تلكَ الطّقوس ما ارتبطَ بصياغة الأهازيج والمواويل الشّعبيّة، التي كانت تنسجمُ في لحنٍ طبيعيّ مع المنجور (أحد أجزاء أدوات الرّيّ القديمة).
 
تقتبسُ الذّاكرة:
(منجورنا صاح ومنجور العشق غنّى/ وحسّ مجنون ليلى صاح ما غنّى وفراق الأحباب منّا للضّلع حنّى/ وايدنا نجلت من قلّة الحِنّا)
هذه، هي واحدةٌ من أهازيج الإرث الشّعبيّ، والتي كان السّاقي يتغنّى بها مع صوت المنجور. هي سمفونيّة حسّيّة جميلة، تشدُّ من ينصتَ لها باهتمام، وتفجّرُ الهمّة والإرادة في سامعيها لبذلِ المزيد من العطاء. ورُغمَ أنّها ليست مصحوبةً بآلاتٍ موسيقيّة خاصّة ولا بعازفين مَهَرة، إلّا أنّ الصّوت الصّادر عن احتكاك الحبل بالخشب له وقعٌ ساحرٌ وخاصّ، ينسجمُ مع الأصوات التي تحثّ على العمل، فتكتملُ الصّورة.