دائرة البريد

تاريخ الخدمات البريدية في البحرين وتطورها


أدى إرساء الخدمات البريدية في البحرين سنة 1884م إلى إحداث ثورة في التواصل المجتمعي عبر تعزيز الاتصال ما بين الأفراد وتسهيل الأعمال والتعاملات التجارية. في بداية الأمر، كانت الخدمات البريدية بطيئة جداً لدرجة أن رسالة واحدة كانت تستغرق أسابيع وأحيانا أشهر لتصل لصاحبها، حيث يتم شحن البريد إلى البحرين من بومباي (مومباي) في الهند إلى البحرين مروراً بالبصرة. وفي سنة 1912م، أدرجت الحكومة الهندية خطاً بحرياً يربط بين الهند ودول الخليج العربي، مما أدى إلى إيجاد خدمات بريدية أكثر انتظاماً في مدينة المنامة.

 
وكان الناس في البحرين لغاية أربعينات القرن الماضي، يتجهون بأنفسهم لمكتب البريد لتسلم رسائلهم وطرودهم البريدية نظراً لغياب خدمة التوصيل. غير أن تزايد الطلب على هذه الخدمات دفع بتطوير العمليات البريدية في المناطق والدوائر التجارية في كل من مدينة المنامة والمحرق، من خلال تعيين ساعي بريد في كل دائرة، بالإضافة لتدشين خدمة صندوق البريد. وفي سنة 1946م، تم افتتاح أول مكتب بريد في المحرق، تبعها مكتب آخر في مدينة عوالي سنة 1950م، لتتوسع بعدها التغطية البريدية وتشمل المدن والقرى المجاورة.

 
انتقلت إدارة الخدمات البريدية في البحرين، بعد استقلال الهند سنة 1947م، إلى مكتب البريد البريطاني، مما أدى إلى استبدال الطوابع الهندية بالطوابع البريدية البريطانية. وفي سنة 1966م، تكفلت حكومة البحرين بتحمل مسؤولية الخدمات البريدية كاملة، وتجلّى ذلك في إصدار طوابع بريدية محلية تحمل اسم البحرين وصور حاكمها. وعلى إثر استقلال البحرين سنة 1971م، تحسنت الخدمات البريدية بشكل كبير وتوسعت لتشمل مزيداً من المناطق.

 
وفي سنة 1973م، انضمت البحرين للاتحاد البريدي العالمي. وفي سنة 1977م، أصبحت البحرين عضواً مؤسساً لبريد دول مجلس التعاون الخليجي، وانضمت سنة 1986م للاتحاد البريدي العربي. ومع حلول سنة 2002م، توسعت إدارة البريد في البحرين جغرافياً بشكل كبير وتضاعف عدد مكاتب البريد التي أصبحت تسدي خدمات نوعية للناس بالقرب من أماكن سكنهم.