هيئة البحرين
للثقافة والآثار

آثارنا إن حكت


في سعيها لرفع مستوى الوعي  والإدراك بمدى أهمية تراثنا المحلي وتنوعنا الثقافي، اختارت هيئة البحرين للثقافة والآثار  عنوان هذا العام لإبراز تراث البحرين الأثري الذي يعود إلى آلاف السنين للجماهير المحلية والدولية، على أن يكون الجدول الثقافي المعدّ بمثابة دليل أثري يتنقّل عبر المواقع البحرينية الرئيسية كاشفاً بعض قصصها غير المروية.

 

ومع أن البحرين حظيت منذ العصور القديمة بالكثير من الاهتمام والتقدير نظراً لموقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية، إلا أن مشهدها الأثري لم ينل ذاك الاهتمام الدولي إلا في القرن التاسع عشر، وتحديداً في عام 1879 مع اكتشاف نقش على شكل حذاء في بلاد القديم أثبت الروابط بين البحرين القديمة وبلاد ما بين النهرين، كما مهّد تقرير تحدث عن آلاف المدافن على الجزيرة الطريق أمام بدء أعمال التنقيب الأثرية في البحرين. ومثّل وصول البعثة الأثرية الدنماركية البحرين في عام 1953 نهاية فترة الأبحاث المتقطّعة غير المنتظمة على أرض البحرين والتي استمرت لأكثر من سبعين عاماً، وأكدت اكتشافاتها الرائدة في مواقع باربار وقلعة البحرين الأهمية التاريخية لمملكة البحرين وهويتها الدلمونية.

 

وعلى مدى العقود الماضية، أجريت أعمال تنقيب أثرية واسعة النطاق في البحرين من قبل فرق العمل المحلية والدولية على حد سواء أسفرت عن بحوث مهمة أنارت فصولاً رئيسية في تاريخ استيطان البحرين، من المواقع الأولى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ إلى مستوطنات ومدافن ومعابد دلمون إلى مدافن عصر تايلوس و مواقع العصر الإسلامي. ويمثل تسجيل موقعين بحرينيين على قائمة التراث العالمي لليونسكو (قلعة البحرين في عام 2005 وطريق اللؤلؤ في عام 2012) وتسجيل مدافن البحرين بشكل مبدئي على ذات القائمة شهادة واضحة على تراث البحرين العريق .