المركز الإعلامي

04 ديسمبر 2018 يستعرض حكاية اللؤلؤ البحريني منذ 5000 عام وحتى اليوم، معرض لروائع لآلئ البحرين يستقبل الجمهور في مركز زوّار طريق اللؤلؤ بالمحرّق حتى 10 يناير من العام القادم
يستعرض حكاية اللؤلؤ البحريني منذ 5000 عام وحتى اليوم، معرض لروائع لآلئ البحرين يستقبل الجمهور في مركز زوّار طريق اللؤلؤ بالمحرّق حتى 10 يناير من العام القادم

قالوا إنها تشكّلت بفعل البرق الذي يضرب عرض البحر، وقالوا إنها نتيجة التقاء ماء السماء بماء البحر، هذه الأقوال والأساطير التي تناقلتها الأجيال حول اللؤلؤ لآلاف السنين تسرد شيئاً بسيطاً عن هذه الجوهرة الثمينة، إلا أن الحكاية الكاملة يمكن التعرف على تفاصيلها عند زيارة مركز زوّار موقع "طريق اللؤلؤ- شاهد على اقتصاد جزيرة" في مدينة المحرّق، وهو الموقع الثاني لمملكة البحرين على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.

ويستضيف مركز الزوّار، حتى 10 يناير 2019م، معرض "5000 عام من للآلئ البحرين – مختارات من مقتنيات متحف البحرين الوطني، مطر للمجوهرات ومجموعة كارتييه"، حيث تعرض فيه هيئة البحرين للثقافة والآثار مجموعة فريدة من مجوهرات اللؤلؤ من مقتنيات متحف البحرين الوطني، مطر للمجوهرات ومجموعة كارتييه. هذه المجموعة تعكس أهمية اللؤلؤ البحريني وجودته التي لم توجد في أي مكان آخر في العالم.

وكان المركز قد تم افتتاحه ضمن احتفالات هيئة الثقافة بختام برنامج الاحتفاء بالمحرّق "عاصمة للثقافة الإسلامية 2018م"، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بالإنابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

ويستعرض معرض لآلئ البحرين بداية تاريخ مهنة صيد اللؤلؤ عبر مقتنيات من متحف البحرين الوطني، إذ تشير هذه المقتنيات إلى أن المملكة تميّزت على مرّ التاريخ بغنى مغاصات اللؤلؤ فيها وبأن مغاصاتها تعد الأفضل من حيث جودة اللؤلؤ وكثافة المحار. ومن بين النصوص القديمة التي تؤكد على ذلك، ما روته أسطورة جلجامش (حوالي 3 آلاف عام قبل الميلاد)، بأن الملك السومري جلجامش غاص في مياه البحرين (دلمون) لاستعادة "زهرة الخلود" التي يرجّح أنها اللؤلؤ. كذلك فإن بعض النصوص القديمة في بلاد ما بين النهرين وصفت اللؤلؤ البحريني بأنه "عيون السمك" في عصر حضارة تايلوس، كما وتم تحديد البحرين كمركز رئيسي آنذاك لصيد اللؤلؤ. واحتفظت البحرين بمكانتها هذه لتصبح في القرون اللاحقة مركز صيد اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي. وكانت التنقيبات في المملكة قد أسفرت عن اكتشاف لقىً أثرية متعلقة بصيد اللؤلؤ من فترات دلمون، تايلوس والعصر الإسلامي.

كذلك يشمل المعرض على 6 من أثمن قلائد مجوهرات مطر، تعكس كل واحدة منها جانباً فريداً من اللؤلؤ الموجود في الخليج العربي. كما وتبيّن هذه القلائد الحرفية العالية والمهارة والإبداع لدى صانعيها، إذ تطلب تجميعها أكثر من عقد من الزمن. ويقدّم المعرض أيضاً قطعاً من مجموعة كارتييه يتراوح زمن صنعها ما بين مطلع القرن العشرين وأوائل ثلاثينيات القرن العشرين. وتظهر هذه القطع حرفية فريدة وبراعة في التصميم والتنفيذ، إذ يرجع مصدر الكثير من لآلئ هذه المجوهرات إلى مملكة البحرين.

ولا يعد معرض "5000 عام من للآلئ البحرين" ختام حكاية اللؤلؤ في البحرين، فما هو إلا مقدّمة للتعرف على هذه المهنة التي شكّلت أساس اقتصاد البلاد في فترة هامة من التاريخ، كما وأثرت بشكل كبير على ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده الأصيلة، حيث كانت البحرين تمتلك أسطولاً من سفن صيد اللؤلؤ يصل إلى أكثر من ألفين وأربعمئة بانوشاً (سفن صيد اللؤلؤ) وهو ما شكّل حوالي 80% من إجمالي سفن صيد اللؤلؤ في منطقة الخليج.

فمركز زوار طريق اللؤلؤ يحتضن في تصميمه المبهر الأجزاء التاريخية والبقايا الأثرية لاثنتين من العمارات التاريخية عمارة يوسف بن عبد الرحمن فخرو التي تم بناؤها في ثلاثينيات القرن العشرين، بالإضافة إلى عدد من الموجودات الأثرية التي عُثر عليها في الموقع. ويسعى المركز عبر تصميمه لاستقبال شريحة واسعة من الزوار، مقدّماً لهم معرضاً حول المشروع والعديد من المرافق التفاعلية المزودة بوسائط متعددة لإثراء تجربة المركز كملتقى مجتمعي.

وكان مركز زوار الموقع قد تم تصميمه من قبل المهندس السويسري العالمي فالريو أولجياتي ومكتبه للهندسة المعمارية. المهندس أولجياتي المعروف عالمياً، يقوم بتدريس الهندسة في أكبر جامعات العالم، كما ذاع صيته في أوروبا والقارة الأميركية منذ مطلق القرن.

ويعد مركز الزوار الرئيسي محطة واحدة على "طريق اللؤلؤ، شاهد على اقتصاد جزيرة"، فمسار الموقع يبدأ من البحر حيث تستقر ثلاث هيرات (وهي أماكن استقرار المحار الذي يُستخرج منه اللؤلؤ) ويمتد إلى ساحل قلعة بوماهر أقصى جنوب المحرّق، ومن ثم يسرد بقية الحكاية عبر 16 مبنى أثرياً داخل المدينة تقع على مسار لأكثر من 3 كيلومتر.