المركز الإعلامي

16 نوفمبر 2020 سعادة الشيخة هلا آل خليفة تشارك في ندوة التسامح بين الثقافات من أجل عالم أفضل
سعادة الشيخة هلا آل خليفة تشارك في ندوة التسامح بين الثقافات من أجل عالم أفضل

 

شاركت سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار في ندوة الكترونية بعنوان "التسامح بين الثقافات من أجل عالم أفضل"، وذلك بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (السكوا) والمعهد الدولي للسلام والتي أقيمت اليوم الاثنين الموافق 16 نوفمبر 2020م.

وخلال مشاركتها في الندوة، قالت سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة "إن يوماً دولياً للتسامح ما هو إلا انعكاسٌ للضمير العالمي وتسليط الضوء على قيمةٍ إنسانية على كل مجتمعاتنا أن تتميّز بها كي يصبح الاختلاف غنىً يجمعنا".

وأضافت: "لا يسعني إلا التوقّف عند يومٍ آخر يتلاقى ويومَ التسامح وهو اليوم العالمي للضمير والذي جاء بمبادرة المغفور له بإذن الله تعالى سموّ الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الذي فقدته مملكة البحرين هذا الأسبوع وسيبقى في ضميرنا حياً ينبض بأسمى القيم الإنسانية.  كما أريد الإشارة إلى أهمية وجود مركز الملك حمد للتعايش والذي بدوره يعكس رؤية القيادة البحرينية الحكيمة، وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، في الاهتمام بهذه القيمة الحضارية التي طالما ميّزت البحرين".

كما قالت سعادتها: إن احترام الآخر مهما كان مختلفًا ليس بالأمر المُستحدَث في البحرين وذلك منذ الحضارات الأولى التي سكنت أرضنا، وتشدّد عدة مواد في الدستور بشكلٍ صريح على احترام الحريات و"حرمة دور العبادة، وحرية القيام وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقًا للعادات المرعية في البلد".

وقد أكدت سعادتها على أن البيئة العامة التي توفرها البحرين للجميع دون استثناء تعكس معاني التعايش والتسامح. منوهة على أن التعايش في مملكة البحرين تعكسه مدينة المنامة التي لا تتجاوز مساحتها 300 كم مربع ويسكنها ما يقارب 550 شخص مختلفين في سماتهم الديموغرافية وخلفياتهم الإثنية والثقافية، ويُمكن لمن يشاهد المنامة عن كثب أن يلحظ بسهولةٍ تلك المآذن والكنائس والمعابد التي لم تُبنى لزوّارها بل لقاطنيها. وتحتضن العاصمة في المجمل (بالإضافة إلى المساجد التابعة للأوقاف السنية والشيعية على حدٍ سواء) عشرات الكنائس لمختلف المذاهب بالإضافة لمعبد يهودي، كما تحتضن البحرين، والمنامة بشكل أكبر، دور العبادة لمختلف الديانات والطوائف بما فيها السيخ، البوذية، الهندوسية إذ تم بناء أول معبد هندوسي قبل أكثر من مائتي عام.

تتجلى البحرين (مهد حضارة دلمون) كموطنٍ للآلهة في بعض أساطير الرافدَين.  تعاقبت على أرضها عددٌ من الحضارات، وقد كانت أرضًا مناسبة للاستقرار منذ القدم، فقد سكن الجزيرة مجموعات مختلفة ومتنوعة من البشر أقاموا فيها مجتمعاتٍ متكاملة وبنوا المساكن والقلاع والحصون والمعابد، فقد تمتعت البحرين بخصوصية دينية، وقد وصفت ملحمة جلجامش الأسطورية البابلية أحد أشهر الأساطير أرض دلمون فذكرت " مقدسة هي المدينة التي مُنِحَت لكم، بلد دلمون مقدس، بلد دلمون نقي، بلد دلمون مغمور بالنور، متميز بالإشعاع."

وقالت كذلك: إن هيئة البحرين للثقافة والآثار تجدد دورها في الترويج لهذه القيمة الحيّة في مجتمعنا "التسامح" وذلك بطرق مباشرة وغير مباشرة، بإسهامها في وضع المنامة كمدينة التعايش على لائحة التراث الإنساني العالمي لليونسكو، وما هذا إلا انعكاسٌ لإيمان الثقافة بهذا الغنى التاريخي لأرضنا، وطبعاً إن كل المواسم الثقافيّة والنشاط الثقافي طيلة السنة يندرج ضمن هذا الإطار في عدم التفرقة بين مقيم ومواطن أو لون أو عرق. فالتعايش الذي يميّز أرضنا هو طريقة حياة نعيشها في مؤسستنا الرسمية كما تجسّدها مختلف الجهات الثقافية رسميةً كانت أم خاصة.