المركز الإعلامي

منذ فجر تاريخها وحتى اليوم، واصل سكّان البحرين ابتكار أسلوب حياتهم لمواكبة تحديات الحياة، وقد تمكّنت حرف يدوية عديدة من البقاء والتطوّر خلال الفترات المختلفة التي مرت على المملكة، إضافة إلى تبنّيها للتطورات التقنية مع الحفاظ على طابعها الأصيل. وإن الحياكة والحرف التقليدية تشكّل جزءاً من نسيج الثقافة البحرينية الغنية في ماضيها، حاضرها ومستقبلها.

وخلال شهر ديسمبر، افتتح جناح البحرين في الإكسبو موضوعه العامّ الثاني "حياكة الابتكار"، ليحوّل مساحة الجناح الرئيسية إلى مسرح لاستعراض عدد من المعروضات المادية والتفاعلية التي تتيح للزوار فرصة أولى من نوعها للتعرف عن قرب على التقنيات المبتكرة في تصنيع المواد المركّبة المنسوجة مثل ألياف الكربون، إضافة إلى اكتشافهم لتفاصيل الحرف التي تربط ما بين هذه التقنيات الحديثة بالطرق القديمة الأولى للحياكة.

وخلال هذا المعرض، سيكون الزوار على موعد مع أحدث نتائج الشراكة ما بين مملكة البحرين وشركة ماكلارين، حيث يقدّم المعرض خبرة ماكلارين الطويلة واستخداماتها لتقنية ألياف الكربون، والتي تم تتويجها بإطلاق أحدث سياراتها "أرتورا" الهجينة التي تستثمر أحدث تقنيات هندسة ألياف الكربون خفيف الوزن وتكنولوجيا السيارات الكهربائية.

وتمكّنت مملكة البحرين من التقدّم في مجال صناعة ألياف الكربون وتكوين شراكة متينة مع واحدة من أهم شركات السيارات في العالم، من خلال العمل الدؤوب لشركة ممتلكات البحرين القابضة "ممتلكات"، صندوق الثروة السيادي لمملكة لبحرين، حيث قامت ممتلكات بإتمام أول استثمار دولي لها عام 2007م من خلال الاستحواذ على حصّة الأغلبية في ماكلارين، وهو ما ساهم في دعم مسيرة تطوير الشركة التي تأسست عام 1963م.

ولأن التكنولوجيا تعتبر اليوم عنصراً حاسماً في مزج وتطوير الحرف اليدوية، فإن "حياكة الابتكار" يعرض نتاج تعاون مميز جمع ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وشركة الزين التي تعد إحدى أشهر شركات المجوهرات في البحرين، من أجل تقديم تفسير جديد لمنسوجات الكورار، وذلك عبر استخدام 21 قيراطاً من المجوهرات والحُلي الذهبية، التي تم إنجازها باستخدام التقنيات المتقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد في البحرين.

ويفتح جناح البحرين الوطني "الكثافة تنسج الفرص" في إكسبو 2020 دبي أبوابه حتى شهر مارس 2022م، ويقدّم على مدار مدة إقامته أعمالاً تركيبية دورية مستوحاة من حِرَف النسيج، تعادل مدة إقامتها الشهرين تقريباً، وتعطي للجناح طابعاً عاماً يستعرض جانباً مهماً من تاريخ وتراث البحرين الثري. وتم تصميم الجناح من قِبل كريستيان كيريز زيورخ أيه جي، وهو عبارة عن مساحة مفتوحة ومغمورة قليلاً في الموقع، يتم الوصول إليها من خلال منحدر يصنع انتقالاً ما بين العالم الخارجي والداخلي للجناح. يتكوّن هيكل هذه المساحة المركزية من 126 عموداً بسماكة 11 سنتيمتراً وبارتفاعٍ يبلغ 24 متراً. وتضمّ هذه المساحة المركزية للجناح فضاء العرض الرئيسي، متجر الهدايا، والمقهى، والموزّعة بشكل حر ما بين أعمدة المبنى التي تشكّل التجربة المكانية الملموسة للكثافة في الجناح.